تحيي الجماهير العربية في الداخل الفلسطيني يوم غد الأحد الذكري لسنوية ليوم الأرض الخالد، وقد تقرر هذه السنة التركيز علي محاولات المؤسسة الاسرائيلية علي تهجير سكان يافا العرب وسلب ما تبقي من أراضيهم، وفي هذا السياق، نشرت المؤسسة العربية لحقوق الانسان تقريرا عن المدينة جاء فيه انه في تاريخ 19/3/2007 أصدرت شركة عميدار (الشركة الوطنية للاسكان في اسرائيل) مستندا فيه استعراض للعقارات التي تديرها الشركة.تطرق المستند الي منطقة مدينة تل أبيب ـ يافا، وجاء فيه أنه يوجد في المشروع بالمجموع الكلي 497 تجاوزا من بينها 16.8% من المجموع الكلي للعقارات المدارة من قبل شركة عميدار.وتطرق المستند عمليا الي 497 أمر اخلاء تلقتها عائلات فلسطينية تسكن في حي العجمي في مدينة يافا خلال السنة والنصف الأخيرة، لاخلاء بيوتهم أو مصالحهم. وتراوحت ذريعة الاخلاء بين تجاوز أو غزو العقار وبين اضافة بناء للعقار، نفذتها العائلات الفلسطينية ـ حسب ادعاءات عميدار ـ بدون تصريح ودون الحصول علي ترخيص من سلطات التنظيم والبناء.وبموجب تقدير السكان الفلسطينيين في يافا، اذا نفذت أوامر الاخلاء هذه، ستجد حوالي 3,000 نسمة نفسها بدون مأوي، حوالي %18 تقريباً من مجمل السكان الفلسطينيين القاطنين في المدينة (16,300 نسمة).من وجهة نظر السكان الفلسطينيين، ثمة تهديد فوري علي وجود السكان الفلسطينيين في يافا، واصدار أوامر الاخلاء هذه ليست سوي جزء من خطة فوقية شاملة للسلطات لتهويد يافا، بحجة خرق القانون.ومن ناحيتهم، فان الحديث يدور عن سياسة موجهة تهدف الي تقليص الوجود الفلسطيني في يافا، من خلال تنفيذ ترانسفير عام لهم. في الحقيقة، يربط معظم السكان الفلسطينيين في يافا بين أوامر الاخلاء وبين التطهير العرقي للفلسطينيين الذي نفذ في العام 1948، بما في ذلك في يافا. ولا فرق بين الفترتين الا بالوسيلة: في العام 1948 طُرد الفلسطينيون بالقوة من بيوتهم، وبعد 60 عاما من تلك الفترة تحاول السلطات اخراج الفلسطينيين ـ الذين أصبحوا الآن مواطنين في الدولة اليهودية ـ بوسائل اقتصادية وقضائية. التطهير العرقي لم ينته في العام 1948، وهو مستمر حتي يومنا هذا، ولكن بطرق ووسائل أخري. وباختصار، ما يحدث اليوم في يافا هو ترانسفير هادئ للسكان الفلسطينيين. في سياق ذي صلة، قال النائب محمد بركة، رئيس الجبهة الديمقراطية البرلمانية، ان ما رفضناه في العام 1958، أي الاحتفال بذكري قيام 1958، لا يمكن ان نقبله اليوم في العام 2008، وسنتصدي لكل محاولة لفرض احتفالات كهذه علي بلداتنا العربية.وقال بركة في كلمته، ان هناك من يحاول نشر بدع وكأن وجودنا النضالي بدا قبل بضع سنوات، أي مع ظهور الفضائيات واتساع وسائل الاعلام، ولكن جماهيرنا شقت دروب النضال في أحلك الظروف، واليوم قد يتكلم البعض بسهولة عن تلك الأيام التي أعقبت نكبة شعبنا في العام 1948، حين كان العامل يحتاج لتصريح من الحاكم العسكري ليغادر بلدته من أجل العمل، أو حتي لدخول حقله الزراعي.وتابع بركة في تلك الأيام كان كل شيء صعبا، وكان الحكم العسكري وحشيا أمام جزء بسيط من شعبنا، ولكن جماهير شعبنا الباقية في وطنها رفضت الخضوع والاستسلام، وواجهت بصلابة، وخضنا المعارك تلو المعارك، ولعل من أبرز ما يجدر ذكره في هذه الأيام، هو معركة الأول من أيار في العام 1958، حين رفض الشيوعيون في الناصرة وام الفحم وغيرها فرض احتفال العاشور، بمعني الذكري العاشرة لقيام اسرائيل علي قرانا ومدننا العربية.وقال بركة، ان هذه معركة ذات خصوصية بالذات في هذا الوقت، مع محاولات الحكومة فرض احتفالات الذكري الخمسين علي بلداتنا ومدارسنا، وبطبيعة الحال فان ما رفضناه في العام 1958 لن نقبله اليوم.وتوقف بركة مليا عند معركة يوم الأرض، والظروف التي أدت اليها، وما جري قبل ذلك اليوم بأيام، وما تبعه، مشددا علي أن يوم الأرض كان نقطة انطلاقة نضالية متجددة لجماهيرنا