الاسبوع المقبل اكبر مناورات منذ قيامها وسط انباء عن تعزيز سورية قواتها على الحدود

صادق المجلس السياسي الامني الاسرائيلي المصغر عصر امس على اكبر مناورة منذ قيام اسرائيل اطلق عليها اسم " نقطة انعطاف - 2" وستنفذ الاسبوع المقبل. وعلى الحدود السورية - الاسرائيلية ذكرت مصادر صحافية امس ان الجيش السوري يقوم بتعزيز قواته على الحدود مع اسرائيل واجراء مناورات عسكرية ضخمة. ويأتي هذا وسط حملات اعلامية اسرائيلية مكثفة ضد سورية يزداد الاعتقاد انها جزء من عملية تهئية للرأي العام الاسرائيلي لما قد تتمخض عنه الامور في المستقبل القريب على الجبهة السورية - اللبنانية - الاسرائيلية. وفي الآونة الاخير تعالت تحذيرات من السياسيين وقادة الجيش الاسرائيلي من اي اعتداء على اسرائيل معتبرين ان مثل هذا "الاعتداء" سيقابل برد "قاس للغاية"، على حد تعبير مساعد رئيس الاركان الجنرال دان هاريل.

ونفت تل ابيب اليوم الخميس بشدة أي نية لمهاجمة سورية قائلة إن التقارير التي ترددت بهذا الخصوص لا أساس لها من الصحة. ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن مصادر سياسية "مسؤولة" أن إسرائيل ليس لديها أي نية على الإطلاق لمهاجمة سورية مشيرة إلى أن عددا من أعضاء المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية للحكومة الإسرائيلية أكدوا أنه تم اخيراً نقل رسائل بهذا المعنى إلى دمشق. وقلل نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي حاييم رامون اليوم من مخاطر نشوب نزاع مسلح مع سورية.

وكان نائب رئيس اركان الجيش الاسرائيلي الميجور جنرال دان هرئيل قد أكد أمس في تصريح للاذاعة أن أي طرف سيحاول المساس باسرئيل يجب عليه ان يدرك أن اسرائيل هي اقوى دولة في المنطقة وان ردها سيكون "قاسيا ومؤلما". في الوقت نفسه ذكرت مصادر أمنية إسرائيلية أن الجيش الإسرائيلي يراقب تطورات الموقف على الجانب السوري من الحدود المشتركة، مشيرة إلى أن الجيش السوري في حالة استنفار ويواصل تسلحه وتعزيز قواته. وذكرت الإذاعة أن وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك قرر تأجيل زيارته إلى ألمانيا الأسبوع المقبل لحين نشر تقرير استخباري سوري حول ملابسات اغتيال القيادي في "حزب الله" عماد مغنية في دمشق قبل شهرين. وئكرت مصادر في مكتب باراك انه ارجأ رحلته الى المانيا "للاشراف على مناورات في مجال الدفاع المدني على الصعيد الوطني تشارك فيها السلطات المحلية والمستشفيات والقوات الاسرائيلية".

واضافت اذاعة الجيش الاسرائيلي ان المناورات المزمع تنفيذها الاسبوع المقبل تستهدف فحص استعدادات الجبهة الداخلية الاسرائيلية في حالة التعرض لهجوم صاروخي تطلق فيه مئات الصواريخ على اسرائيل بما في ذلك استخدام اسلحة كيمياوية ومدى التنسيق بين مختلف اجهزة الطوارئ والسلطات المحلية المدنية.

وستستمر المناورة عدة ايام وتشارك فيها للمرة الاولى جميع الاذرع الامنية والوازارات المختلفة والسلطات المحلية وسلطة الطوارئ الوطنية في نفس الوقت. وبين السيناريوهات التي سيجري التدرب على مواجهتها اصابة ميناء حيفا مما يؤدي لتسرب مواد خطيرة تتسبب في انتشار غيمة سامة في سماء منطقة حيفا مما سيستوجب اخلاء مصانع واخلاء عشرات الجرحى من ابنية انهارت كما تشمل المناورة اصابة مستشفى بصواريخ وغير ذلك من الاحتمالات.

تصل المناورة ذروتها يوم الثلاثاء المقبل الساعة العاشرة صباحا عندما تطلق صافرات الانذار في مختلف انحاء اسرائيل وسيتعلم الطلاب في هذا الوقت على الدخول للملاجئ والاماكن المحمية. وفي يومي الخميس والجمعة سيتم التدرب على انشطة مختلفة لقوات الانقاذ والاخلاء.

يذكر انه تقرر اليوم بدء توزيع الاقنعة الواقية من الغازات في اسرائيل اعتبارا من مطلع العام المقبل وستكون هذه الاقنعة مطورة وتحمي مستخدمها من التعرض لاية مواد كيماوية.

وردا على استفسار من وكالة "فرانس برس" اكتفى ناطق باسم الجيش الاسرائيلي بالقول ان القيادة العسكرية "لم تتلق حتى الان اي امر من الحكومة بالاستعداد لتوزيع اقنعة واقية من الغاز على السكان". ودعا مسؤول اجهزة الطوارئ في الدولة الجنرال في الاحتياط زئيف زوكران ردا على اسئلة الاذاعة العامة السكان الى عدم القلق، واصفاً قرار توزيع الاقنعة بانه "تقني" وليس مرتبطا بتدهور الوضع الامني في المنطقة. وتتحدث السلطات الاسرائيلية بانتظام عن تهديد بحصول هجوم باسلحة غير تقليدية من جانب ايران او سوريا.